السبت، 2 أبريل 2016

مقدمة

- مقدمة -

إن الفراسة موهبة فطرية يهبها الله تعالى لمن يشاء من عباده .. تنمو هذه الموهبة مع الزمن وتتراكم المعرفة عن الأشخاص الذين نتعامل معهم .. 
وللمؤمن فَراسة خاصة به كما جاء في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام
اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ " 
وقد برع العرب بعلم الفَراسة منذ القدم ودونوه في كتبهم ولكن لم يصل إلينا ربما لعدم الاهتمام أو لاندثار هذه الكتب والمخطوطات ، جراء الحروب والغزوات الغاشمة ..؟؟!!
وخير مثال على البراعة والتدوين هذه القصة الطريفة للإمام الشافعي - رحمه الله - في الفراسة 
قال محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه :
خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها ، ثم لما حان انصرافي مررت على رجل في طريقي وهو محتبٍ بفناء داره ، أزرق العينين ناتئ الجبهة سِنَاط – قال محقق الكتاب : هو الكوسج الذي لا لحية له أصلاً كما في المختار.
فقلت له : هل من منزل ؟ قال : نعم قال الشافعي : وهذا النعت من أخبث ما يكون في الفراسة !! فأنزلني ، فرأيت أكرم رجل بعث إلي بعشاء وطيبٍ وعلفٍ لدابتي وفراشٍ ولحاف ، فجعلت أتقلَّبُ الليل أجمعَ : ما أصنع بهذه الكتب ؟ ، إذ رأيت هذا النعت في هذا الرجل ، فرأيت أكرم رجل, فقلت : أرمي بهذه الكتب !!
فلما أصبحتُ قلتُ للغلام : أسرِج ، فأسرَج . فركبت ومررتُ عليه ، وقلت له : إذا قدمت مكة ومررت بذي طوى فسل عن منزل محمد بن إدريس الشافعي.
فقال لي الرجل : أمولى لأبيك أنا ؟! , قلت : لا !
قال : فهل كانت لك عندي نعمة ؟! , قلت : لا !!
قال : أين ما تكلفتُ لك البارحة ؟! , قلت : وما هو ؟!
قال : اشتريتُ لك طعاماً بدرهمين ، وإداماً بكذا ، وعطراً بثلاثة دراهم ، وعلفاً لدابتك بدرهمين ، وكراءُ الفراش واللحاف درهمان.
قلتُ : يا غلام أعطه ، فهل بقي من شيء ؟!
قال : كراء المنزل ، فإني وسَّعتُ عليك وضيَّقتُ على نفسي !!
قال الشافعي : فغبطت نفسي بتلك الكتبِ ! فقلت له بعد ذلك : هل بقيَ من شيء ؟!
قال : امض أخزاك الله ، فما رأيت قط شراً منك.
فأعطاه الشافعي ما أراد وعاد فرحا ًبأنه لم يكن ليخيب علمه الذي تعلمه ، وحين عاد أخبر أصحاب الفراسة أن علمهم صحيح بشرط ألا يؤذوا الناس بذكر المساوئ أمام العامة.
____________________________________
أما كتاب / بإمكانك قراءة لغة الوجوه / للكاتبة الأمريكية -  ناعومي آر.تيكل -  فإنه :
يدور حول فهم الناس ، وتفسير تصرفاتهم ، والتحديات التي تواجههم ، ونقاط القوة التي يتمتعون بها ، أي أنه يدور 
حولك أنت عزيزي القارئ ، وزوجتك ، ورئيسك في العمل ، وأطفالك ، وأقاربك ، وأصدقائك ، وكل من تتعامل معه ، وكلما زاد فهمنا لأنفسنا والآخرين ، زاد تأثيرنا الإيجابي على مستقبلنا ، وسيصيبك الذهول وتأخذك الدهشة وأنت ترى الأبواب تفتح أمامك عندما تتعلم كيفية تطبيق مبادئ قراءة لغة الوجوه على حياتك .
وسأقوم بشرح سمة واحدة فقط في كل تدوينه مدعمة بالصور والأمثلة حتى يتمكن القارئ من حفظ الملامح وارتباطها بالسمات .
راجباُ لكم المتعة والفائدة في قراءة مدونتي هذه 

والله ولي التوفيق 



  

هناك تعليق واحد: